حيوانية الغرب ونفاقه

ظهر الضغط المعنوي على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أثناء الندوة الصحافية التي عقدها في الدوحة القطرية عشية انطلاق بطولة كأس العالم، والانتقادات الكثيرة من الغرب وصحافته لقرارات الدولة المنظمة بمنع الخمور والمثلية والشذوذ، ودعواته المتكررة إلى التعامل العولمي مع كل الأجناس باختلاف لغاتهم ودياناتهم.
لقد وصفوه بالمدافع عن حكومة قطر غير الديمقراطية، والمنتهكة لحقوق الإنسان، وكانت أغلب الأسئلة تصب في هذا المجال، عكس المعروف عن تجنب تكرار السؤال الذي يطرح سابقا، رغم تنبيه الرجل إلى أن الدورة تنظم في بلد مسلم، له تقاليده التي يجب أن تحترم.
هذا هو الوجه الحقيقي للغرب، كيان عنصري، حيواني، مشطط، مطلق لحريته، مقيد لحرية الآخرين.
غرب يطرح على العالم مفهوم الديمقراطية حسب انتصاره فيها لا لغيره، وحقوق الإنسان كما يصوغها هو، لا كما صاغها البيان العالمي، والحرية حسبما يمنحها هو، والجريمة كما يصنفها هو.
غرب يَعَضُّ الأنامل من الغيض لمجرد قرار بلد مسلم قلب الطاولة عليه بمنع الخمور، والشذوذ، وإيديولوجية الإلحاد، بحرية شخصية اعتبارية تامة مستقلة، أرادها دورة عالمية بنكهة حضارية إسلامية نظيفة، ونخوة عربية نشمية، تروج لقيم الفضيلة والأخلاق والأصالة.
غرب يشتاط لمجرد منع أشكال جريمة المثلية التي تقصد حماية الإنسان من التلاعب الحيواني اللوطي.
غرب لم يزن بين المنافع والمفاسد، ولم يرجح بينهما، رغم التبجح التاريخي بالمدنية والتحضر.
غرب لم ينظر إلى الأشياء الجميلة في هذه الدورة، من قفزة نوعية، ومدن عصرية، ومستشفيات عالمية، ومرافق كثيرة، وبنية تحتية مبهرة، وناطحات شواهق، وتوسعة البلاد على حساب البحر، وتحفة الملاعب، وتوفير كل وسائل الراحة، للشخصيات، والجماهير، والتنقل، والإيواء، والإطعام، والأمن، والتحكم في الحرارة، والمدد اللوجستي، والتحكم في استخدام الموارد البشرية.
الجمال الذي حوَّل الصحراء إلى حضائر متمدنة رفعت قيمة الإنسان فيسرت له متطلباته أثناء الدورة.
غرب لا يزال مغترا بالاستعمار، والوصايات الحديثة، المغتصبة لثروات الضعفاء، وسوق قيادات دولهم، بالتوريط، والملفات المكبلة.
غرب يرى التنصير تبشيرا، والأذان على مشارف الملاعب، والدعوة إلى الإسلام إرهابا، واختراقا لحقوق الإنسان.
غرب لا يخجله تاريخه العفن، بقتل أهل الأرض المحتلة عسكريا، وذبحهم، وتدمير بيوتهم على رؤوس نسائها وشيوخها وأطفالها، وقطع رؤوسهم، وتعليقها، ووضع مذاكير الرجال في الأفواه الميتة، دون حياء من إنس أوجن، لمجرد مقاومتهم المشروعة لإخراجه من بلادهم.
غرب يجعل المتماثلين والمختلفين جنسيا بهائم غابية.
غرب يريد تحويل فنادق الإيواء والراحة إلى أوكار الجريمة الخليعة، ويعترض على كل مستنكر لها، داعٍ إلى إهانة الإنسانية.
غرب مصاب بعقدة التفوق والتعالي، يرفض الاستباق من العربي المسلم، لأنه لا يصلح عنده إلا للتمرغ في رمال الصحراء، وشرب أبوال الإبل كما عيروه بها دائما، وزرعوا هذه البلوى في أذهان بعض شواذنا الجهلة الغافلين المنحرفين فهما وعقلا وعلما.
غرب لا يريد للانبهار تغييره موقعه، لكي يزاول الغزو الفكري المفلس عند الجمهرة الواعية من العالم الإسلامي.
غرب أساءته اللوحات المشهِّرة بنصوص الإسلام، لأنها لم تشهِّر بالعري والمجون والعهر والكؤوس الحمراء والشخصيات المغمورة.
غرب انكشفت حقيقته عندما وضع على المحك، كان يتلثمها أثناء المحافل التي ينظمها هو، فيستر فيها وجهه الآسن.
غرب أدرك أن المقصد الخبيث من كأس العالم تحول إلى التعريف بأمة أخرى فنافق بنقده.
آن الآوان لشعوبنا أن تحدق جيدا إلى افتضاح هذا الكيان النجس.
حان وقت تصحيح المفاهيم عنه، وحملها ناصعة دون ضباب معنوي وفكري، لكي نعرف المنافق الذي يصبغ وجهه بطلاء خادع، ويخفي حقيقة البغض والعنصرية والحيوانية.

الأستاذ سعدالدين شراير

أستاذ مادة العلوم الإسلامبة في التعليم الثانوي، متخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة ليسانس في العلوم الإسلامية، خبرة 37 سنة تدريس

إرسال تعليق

أحدث أقدم