درس الحريق.

ألهبوا الوطن بالنار، وأخمدها الله وأنجى الإنسان، والشجر، والحيوان.    

وإن تساءلنا عن مُسَعِّرِيها، ودواعيهم، وأهدافهم، فيقيننا بالله كبير، لتحويل النقمة إلى نعمة، والضعف إلى قوة، والهمّ إلى فرَج، والضيق إلى مخرج.

لأن الخير يولد من رحم المعاناة، وإن كاد له الشرُّ.

وكان واجب أيام المحنة التلاحم، وتأجيلَ الاختلاف، إلى انقشاع الغُمَّة، لأن الوقت مضيَّقٌ لا يسع غيره.

أما الآن فيتسعُ لنا طرح حيراتِنا عن دوافع الحرائق التي قد تكون:

1️/ طبيعية ــ ولا أظنها ــ وسيعوضنا الله عن كل الخسائر.

2️/ أوإجرامية معتوهة ــ ولا أظنها ــ وسيُفضحُ  مرتكبوه، وتُسَلَّطُ عليهم العقوبات.

3️/ أوسياسية لتركيع البلاد، والسلطة.

لاحتمال:

1️/ تجاسر العظام على المسلك المشترك.

2️/ أوالظفر بمكانة فرس الرهان.

3️/ أوتمديد أرضية القصر.

4️/ أوالدفع إلى فراغ دستوري.

5️/ أوكسر الطريق المأمول إن كان صحيحا.

6/ أوإيقاد نار الفتنة الداخلية، ومقتل الشاب جمال بن اسماعيل، مؤشر محذور.

7️/ أوغلق المنافذ المطلة على البصيص الاقتصادي،  للسيطرة على الكشوف، ولو طَمَّتْ البطالة، وغارَ التخلف.

8️/ أوتطوير طرق نهب المال بتضخيم الخسائر. 

9️/ أومنع التحالفات الجديدة، المقلصة لوصاية سابقة، تعتبر الجزائر غنمها. 

10/ أوتكبيل المواقف الدولية في مالي، وليبيا، ورقابة الكيان للاتحاد الإفريقي، وغيرها.

1️1/ أومكر المخزن بسبب فضح برنامج التجسس، وتأييد الانفصال، خاصة مع أخبار الاشتباه في تورط بعض مواطنيه.

فإنني أدعو مكونات السلطة بصدق وأخوة إلى: 

1️/ إحكام الالتفاف حول الوطن، وعدم الرضوخ لسياسة الأرض المحروقة، كما ثبتت الثورة التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي.

2️/ الالتحام مع الشعب، والتخندق معه في همومه، وحاجاته الروحية والاجتماعية والسياسية والمهنية، وغيرها، لتمتين الثقة.

3️/ رعاية قيمة ضحايا ألسنة النيران.

لأن الإذعان تفريط فيهم، والسلطة العادلة لا تُقَصِّرُ في حق آخِرِ، أوأفقرِ، أوأضعفِ فردٍ من شعبها مقابل مساومات خسيسة.

4️/ اتخاذ مقتل جمال بن سماعيل فتيل القضاء على الشرذمة العنصرية. 

5️/ التحضير المادي القبلي، للسيطرة على المفاجآت.

6️/ الحفاظ على عذرية الغابات، والحذر من استغلال مصاصي قدرات البلاد الوضعَ الحرجَ للاستيلاء على أراضيها بأي أسلوب، ووسيلة.

7️/ صيانة قيمة كل ثمين في الحياة، منها مكنونات الغابات.

إنها فرصة تاريخية لـ :

1️/ إحراز احترام مفقود، وقوة إضافية، وولاء وطني، وزاد معنوي، وتعاون على مهمات البلد وأهله.

2️/ افتكاك شعبية واسعة، وحيازة شرعية كانت مطعونة.

3️/ ليِّ الأذرع العميلة، وهزم سياسة الأرض المحروقة.

4️/ التحرر الكامل من أي ولاء، إلا للوطن.

5️/ إذلال تغول الشراذم العنصرية، ووضوح ضعفها المغطى بالتمرد.

6️/ وضوح الوليّ الحقيقي ولو خالف في المنهج، من الخائن الحقيقي، ولو ارتدى التوافق.

7️/ انكشاف الغيور على كل الوطن، من الضيق على منطقته، أومدينته، أوبيته، أوحارته، دون سائرها.

8️/ التمييز بين:

++ الناصح الحقيقي، الوطني، الغيور، المخلص، الصادق، الذي لايريد إلا الإصلاح ما استطاع.

- - والموافق ظاهرا، المنافق باطنا، المصلحي منهجا.

- - والمسالم الضارّ، الذي لا يُظهر صدقا، ولا عداوةً، الساكتُ عن كل شيء، وهو كَلٌّ، أينما توجهه لا يأتي بخير.

وستكون نتائج العمل بنصحي المخلص:

1️/ التوفيق الرباني ونزول الرحمة الإلهية.

2️/ الإخلاص الوطني.

3️/ ارتفاع منسوب الثقة الشعبية في السلطة الراعية.

4️/ نهضة هبات شعبية كلما ألمَّ بنا همٌّ.

5️/ الوعي بقيمة التكافل الاجتماعي، وتفعيله.

6️/ التشمير على سواعد العمل للنهوض الحضاري.

7️/ تكسير المكائد والمؤامرات على صخرة التلاحم الوطني.

8️/ زوال الحرج البيني بسبب الضغط العرقي في كل مناطق البلاد.

إنها دعوةُ موقنٍ بالمصير المنجي إن شاء الله، أوالمهلك لا سمح الله.

منتظرا استجابة السلطةِ والشعبِ أمرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم، بإجابة المؤمن دعوةَ أخيه المؤمن. 

الأستاذ سعدالدين شراير

أستاذ مادة العلوم الإسلامبة في التعليم الثانوي، متخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة ليسانس في العلوم الإسلامية، خبرة 37 سنة تدريس

إرسال تعليق

أحدث أقدم