وحشية جاهل في صورة مثقف.

التحدث بحنق، أوتبرير،، أوإهانة المستوى جاهلية منتنة، كما حذرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم،، إنما بهولٍ وطنيٍ،، شاركتْ فيه وحوش بشرية،، كان سيحدث في أية بقعة من الوطن،، لأن الإنسان ليس معصوما. فكم من حالات اغتصاب، وقتل، وسرقة، وغصب، واختلاس، وزنا، ورمي أجنة، وغيرها في مناطق الوطن.
فالإرهاب والوحشية يستوطنان كل الغابات.

إن للحدث صدمةً عادية جدا،، لكنها هالعة حين يرتكبه محسوبون على العلم والثقافة، من الممرض، والمحامي، والأستاذ.
المتعلم، والمثقف لا يذبح ميتا، ويفضح نفسه بفصل رأس جثة، والمشاركة في إخفاء الحقائق بجريمة يصفها أمام القضاة بالنكراء.
أستاذ مادة العلوم الإسلامية لا يقدم قدوة الإجرام أمام تلاميذ أبرياء.
أستاذ مادة العلوم الإسلامية لا يتشفى في جثة إنسانية هامدة.

.أستاذ مادة العلوم الإسلامية ينأى بنفسه عن جمهرة الغوغاء
لا أظنه كان يحبب لهم الإسلام بل يخرجهم منه بدهاء.
جهل أستاذ مادة العلوم الإسلامية بحقوق الميت، والمتهم، دليل على اعتلال منظومة التربية والتعليم.
إن هذا السلوك يمتدح به أعمال الإرهاب الموصوفة في الشريعة بالصائل.
وعندها يحق لنا التساؤل:
أي منظومة تخرَّج منها هذا النمط؟
هل نتهم عمقها، أم القائمين عليها؟
ولا أظنني إلا متهمها، لأن مدرسيها في مختلف مناطق الوطن محل ثقة من يسلمونهم أولادهم كل سنة، وكل يوم فلذات أكبادهم، يصوغون منهم نماذج علمية وثقافية ومعرفية.
إن برمجة الدروس القاصرة المخلة بالمعاني الحقيقية للشرع وقواعده هو أحد الأسباب الموصلة إلى هذا المآل.
تدريس موضوع الجهاد ضرورة ملحة، لتتعرف الأجيال المتعلمة حقيقته، وآدابه، وضوابطه، وتضييقه على المجاهدين في حق الإنسان ولو كان كافرا، ومقتضيات اللجوء إليه، ومسائل الأسرى، وغيرها،، لقد حان وقت التخلص من هاجس التخوف الداخلي، والتحرر من الإحراج الخارجي بسببه.
أصبح لزوما الاهتمام بالفهم الاجتماعي الصحيح له، استنجاء من حثالات تدرس الإسلام بتطرف، وغبش.
إنَّ برمجة هذا الموضوع الجليل بلا تشدد، ولا خشية منه، وعناية كبيرة، تسهم في فهم العلاقات المضبوطة بين الناس في العالم، وتمنع تعلم الإسلام، وعوارَ فهمه من خلال هؤلاء الدهماء والرعاع، ولو تزيَّوْا برداء العلم والثقافة.
في سنة 1995 درَّستُ موضوع الجهاد، لأحد أقسام السنة الأولى ثانوي، قبل حذفه، واعتنيتُ بتوضيحه، كي يفهمه التلاميذ باعتدال، دون تطرف، ولا استكانة، حضر تلك الحصة أستاذ من مادة أخرى، فاندهش من رحمة الإسلام أثناء الدفاع المسلح، وما كان عليه إلا أن سألني بعفوية سريعة عن المجموعات الإرهابية: فهؤلاء على باطل؟.
مثل هذا المشتبه فيه المشوه للمادة، وللتشريع لا أظنه تعلم الجهاد بعمق، ولا فهم قواعد التعامل مع الكافر وهو بين أيدي المسلمين، ولا مع المشبوه وهو في قبضة الأمن، بله البريء، وحضوره يدل على جهله تفويض العقاب للحاكم عوض الغوغاء، وإلا غارت الفوضى التشريعية، والاجتماعية.
واجب على إخواننا هناك من أهل العلم، والمثقفين، استرجاع أهلنا من كماشات الفكر المنحرف الذي يقوده الإرهابيون العنصريون الوحشيون.
أهاتف أحيانا بعض إخواني القبايل الأخيار الأفاضل في الموضوع،، لأتفاجأ بطعنة الظهر من سفيه يدرس العلوم الإسلامية.
إنني من هذا المنبر، أدعو إلى:
فصل هذا المعتوه من التدريس عامة، لأنه جرم في حق التعليم.
إعادة النظر في برامج التعليم، والتخلي عن الأوهام المعطلة لتدريس المواضيع الحساسة بمفهومها الصحيح في الإسلام.
براءة كل التعليم منه، وبالأخص السادة أساتذة العلوم الإسلامية ضمانا لاستمرار عفتها، من هذه الوحشيات في قالب البشر.
فصل المحامي الذابح، لأن استمراره جناية في حق القضاء، لتبقى للسلطة، والدولة، والوطن الذكر الحسن، والريح القوي، والجماعة المعصومة.
براءة كل المحامين منه، وإلا ضاعت ثقة المتقاضين فيهم، وتعاملوا معهم بريبة كبيرة.
الحذر من تعميم التشويه من قبل المتواصلين الاجتماعيين، والإعلام بكل أنواعه، في كل شيء.

خبرة الواقع، والذهنيات، تدل على أن الانحراف عن هذه الحلول، ومراوغتها، وغض الطرف عن تنفيذها، منذر بمزيد من التعفن، ولو باسم الإسلام البريء منه.
الأستاذ سعدالدين شراير

أستاذ مادة العلوم الإسلامبة في التعليم الثانوي، متخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة ليسانس في العلوم الإسلامية، خبرة 37 سنة تدريس

إرسال تعليق

أحدث أقدم