نداء الإخلاص للوطن

أيها الشعب الجزائري الأبيُّ الحرُّ. اليوم تهل علينا غرة شهر نوفمبر، شهر الأبطال، والشهداء، والمجاهدين، اسْتُهِلَّ فيها هدير دماء حرة، استرخسها باذلوها مقابل غالٍ يجب أن يفدى.
هذا يوم العهد الجديد.
السلطة بأطرها، تمنحك حقك في صوتك، فتمسك به، ولا تَرْمِهِ في قمامة التاريخ،،، توجه نحو صناديق الاستفتاء، وانصر الوطن برفض التعديلات العلمانية المقسمة الماسخة للقيم والثوابت واللغة، بدس السم الزعاف في عمق مرق مستدرج المذاق.
هذا موعد إلجام الواعد بزوال الدين واللغات من الدساتير بالتتالي، لأنه دستور للمواطنين لا للمؤمنين.
هذه فرصتك التي لا تعوض، دَوِّ بها الأكوان في وجه العدا مثلما فجرها قبلنا الأجداد فصوتوا لإخراج فرنسا، فلنطردها برفض دستور مخيط على مقاسها، كي لا نندم والخراب نصب أعيننا، ولئلا نبكي كالنساء على بلد لم نحفظه كالرجال.
لا تتحجج بالغش الانتخابي لاتخاذ الموقف السلبي، فإن الهبة الشعبية ستمنعه،، ولأن المقاطعة تصب دوما في خانته،، وتفسح المجال واسعا لمحو هوية الوطن.
إن المقاطعة أحجية العصابة الأولى التي أزاحت بها المخلصين من طريقها، وعبدتها لموافقيها، ومررت بها كل برامج الظلم الممنهج المقنن، فلنحذر منها!!
إنها غفلة يتثاقل بها من يرفض منح الشرعية للسلطة خشية تضخيم نسبة المشاركة، قال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ(38)] سورة التوبة.
أجدادنا استجابوا للاستنفار المسلح، وهذا يوم النفير المصوت المورق الأزرق.
لو تدبرنا بعقل حصيف، لوجدنا الشرعية تختطف بأصوات الغائبين بهتانا. سيعبرون عن صوتك نيابة عنك بدون تفويض منك غائبا عالما، فتشارك في الخطأ، والغش، وشرعية الاستفتاء، ونسبة المشاركة، وقلب كلمة الحق والصواب، وترسيم التعديلات، وحرق الهوية والدين، والدوس على اللغة، والوحدة، وشرعنة التقسيم، والعلمنة، وإقرار البلقنة، وتعدد الرايات، واللغات، وغيرها،،، والقاعدة الشرعية أن نرتكب أهون الأضرار لدرء أعظمها.
قل كلمتك، براءة لذمتك عند الله، ثم التاريخ، أجبر السلطة على تعديل دستوري جديد مناسب لك.
احذر المرجفين القاصدين إزاحتك من سبيل غاياتهم، لنصرة مشروعهم وكيدهم،، فإنهم اليوم وحليفتهم فرنسا يَغُطُّون في سكون الرضا.
إنه يوم التأريخ لمستقبل تخلد فيه بطولتك وإباءك، فكن في الموعد الحاسم.
إنه موعد قلب الطاولة على المتربصين، والوقوف في وجه فرنسا، وتحويل مجرى الجزائر نحو التحرر والانعتاق، والعهد بنا معك شعبًا حرًّا، فأبهر العالم بعهد جديد.
هذا موقف بين يدي الله تعالى لتقديم شهادتك الحق، وتجنب معصية كتمانها وإثمه،، قال تعالى: [وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283).]. سورة البقرة.
لا لدستور البلقان، والسودان.
اللهم إني قد بلغت، اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.

الأستاذ سعدالدين شراير

أستاذ مادة العلوم الإسلامبة في التعليم الثانوي، متخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة ليسانس في العلوم الإسلامية، خبرة 37 سنة تدريس

إرسال تعليق

أحدث أقدم