حرب الإسلام بالوكالة والترميز.

منذ مدة والحملات تترى ضد الرموز والهيئات والمحطات التاريخية للإسلام في هذه البلاد، بثوب التهجم على العرب، والتهكم على العربية، ظاهرا، وإذا عدنا إلى الوراء قليلا وجدنا ما يلي:
أولا : الطعن في تاريخ أب الوطنية مصالي الحاج وإلصاق فرية الخيانة به.
ثانيا : تخوين مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر وإلصاق فرية الماسونية به.
ثالثا : الطعن في مؤسس جمعية العلماء المسلمين عبد الحميد بن باديس، والادعاء الكاذب المجنون بتحريف بيان أول نوفمبر المقدس، من جهلة لا يدرون أنه صدر بعد أربع عشرة سنة من وفاته.
رابعا : اليوم تتواصل الحملة و جاء الدور على #الفاتح_عقبة رضي الله عنه، في صفحة مديرية الثقافة لبجاية تربط #عقبة_ابن_نافع بوصف: #الغزو و#الجريمة ناشرة خطاب الكراهية ومسيئة للصحابي العظيم، معتبرة الفتح "غزوا عربيا"، مكرسة عنصرية جاهلية جهوية عرقية مقيتة.
أود تبرئة الأغلبية الساحقة لإخواننا في هذه المنطقة من اللوثة الخبيثة، إذ يشهد الجميع أن معظمهم مستنكرون الحملة ضد الإسلام ولغته، وهم ضد الانفصال عن الوطن الأم.
بل إن كثيرا من أهل العلم في الجزائر وحتى من أهل الفكر والأدب الرفيع المخلصين ينحدرون منها، وقد ذكرت أسماءهم في مناسبات ماضية، ولنا فخر بهم.
لكن هذا لا يبرر سكوت السلطة على هذا المنكر ضد الثوابت الوطنية العقدية، فبماذا نفسر الإسراع في معاقبة من أدلى برأيه في عبان رمضان، والتلكؤ فيمن طعن في الرموز؟
ولا يبرر تقديس بعض رموز المنطقة، والتهكم على رموز أمة كاملة.
أسائل السلطة بصراحة: ماذا لو تهكم شخص على رمز ثوري عربي أم قبائلي أم شاوي أم تارقي أم ميزابي أم غيرهم؟ ألم تكن ستسارع إلى عقابه؟ 
فلم غض الطرف على هذا الجرم في حق صحابي جليل عاشر وعاصر النبي صلى الله عليه وسلم؟ وحرّر شمال إفريقيا من الروم والغوط ونشر رسالة السلام؟
مع تسجيل معلوماتي عبر التراب الوطني ازدواجيةً عند البعض في المواقف، إزاء هذه الأحداث.
يجرم الآخرين عندما يتعلق الأمر بعرقه، متهما إياهم بالعنصرية، وإذا أهينت أعراق الآخرين لم ينفعل ولم يستشعر خطره بتاتا، بل قد يمارس ذلك تناقضا.
أن يحمل مقر مديرية الثقافة إسم "طاوس عمروش" المتنصرة في بلاد الإسلام، فذلك حرية، رغم أنه جرم في حق الأمة المسلمة، وأن يوصف معطوب أوماسينيسا أويوغرطة أوكسيلة أوغيرهم بما لهم وما عليهم فذلك عنصرية.
أنادي الأقلية الكارهة للإسلام في منطقة القبائل الشريفة وفي الجزائر كلها! 
تعالوا إلى كلمة سواء، ألا نعبد إلا الله ولا يتخذ بعضنا بعضا همزا ولمزا وسخرية وتهكما. 
تعالوا نحافظ على مشاعر بعضنا، كي نحفظ وحدة بلدنا.
تعالوا نتوقف عن نبش الماضي لأنه سيكسر تماسكنا الوطني، أوعلى الأقل نتركه لأهل الاختصاص الأكاديميين. 
تعالوا نصون حق المواطنة بيننا.
ولتعلم مديرية الثقافة في بجاية أنها بجرمها ضد رموز الإسلام قد أحرجت كثيرا من إخواننا الأعزاء المنتشرين في الجزائر، لأنهم يعيشون بين إخوانهم، بانسجام كبير.
ولا يغيبن عن أذهانكم حياؤنا وصبرنا وعلمنا بما فعل كسيلة ضد الجزائر، لكن لأن لنا إخوانا كراما على أنفسنا نحبهم ونحترمهم ونجلهم بل نتشوق إلى بعض من هاجر منهم، فإننا نمتنع من التطرق لهذه الترهات الجالبة للفتنة والعنصرية المقيتة التي أمقتها، ولأن بعضهم يحمل هذا الاسم في دفتره الرسمي، ولا نحرجهم كما تحرجونهم.
ولا يغيبن عنكم اعتقادنا لما ندعيه قولا وعملا، إذ نكره القومية العربية البعيدة عن الإسلام، نبغضها في الله وقد أسس لها ميشال عفلق وأتباعه العلمانيون، لتقسيم الأمة المسلمة بين عرب وعجم. 
فتاعلوا معنا واكرهوا القومية الأمازيغية البعيدة عن الإسلام ورموزه، لنلتقي في طريق واحد هو الدين وعقيدته، صفا واحدا ضد الجاهلية المقيتة.
ولا يغيبن عنكم وأنتم مديرية تزعم تمثيل الثقافة والعلم، أن أغلبية الجزائريين مسلمون (إن صدق وجود أقلية غير مسلمة)، وأنتم تتلبسون بقيم الحرية ومسميات الديمقراطية والاحترام المتبادل، فهل نتفق على احترام الأقلية للأغلبية، وتوقير الأغلبية للأقلية؟
ولا يغيبن عنكم أن أروع مثل ضرب لهذا المبدأ عندما أمر الله تعالى باحترام الأقلية غير المسلمة في بلاد الإسلام،، 
[لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)] سورة الممتحنة.
فكيف تستفيد الأقلية الدينية الإيديولوجية من حقها وحريتها (إن  وجدت فعلا) ولا تعترف بحق وحرية الأغلبية؟
واعلموا أن أعظم وأول شخصية في العالم على الإطلاق منحت حق المواطنة الكامل لغير المسلم هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ فليكن منكم شيء من الإنصاف.
يا أغلبية مؤمنة مخلصة صادقة في قبائلنا الشريفة العريقة!! انفضوا عن دينكم غبار الإهانة، وذبوا عن الفاتحين وعلى رأسهم الصحابي الجليل عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه سهام التخوين والتهم والوسم بالمحتل العربي كما ورد في صفحة مديرية الثقافة!! بالبيان والتوضيح والتعليم والتأليف والتوعية.
طالبوا السلطة التي بيدها الحل والعقد بالتدخل العاجل لوضع حد للفتنة.
افتخروا برموز دينكم من العرب والعجم، كما نفتخر برموز ديننا في قبائلنا الأحباب الأشاوس.
ووالله إني لأتحسس الخطر قادما من هذه اللوثة الخبيثة المفرقة يؤججها هؤلاء، التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم الحالقة، التي تحلق الدين، وإن غدا لناظره لقريب لا سمح الله.
الأستاذ سعدالدين شراير

أستاذ مادة العلوم الإسلامبة في التعليم الثانوي، متخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة ليسانس في العلوم الإسلامية، خبرة 37 سنة تدريس

إرسال تعليق

أحدث أقدم