عن لقاء الصحافة.

بعد نشر النقاط الأساسية في حديث السيد 
الرئيس، دون التطرق للقضايا التفصيلية الجزئية، أرى مايلي:
1/ سيادته كان موفقا نظريا إلى  حد بعيد، ولعله استفاد من اللقاءات السابقة، لتحسين الأداء.
2/ كل المسائل المستقبلية التي ذكرها، ولو أنها مفيدة، تبقى وعودا، والله أعلم بزمن التطبيق.
3/ أوافقه في مسألة حداثة العهد بالسلطة، وقد نتهم أنفسنا بالاستعجال، فلا مناص من منح الفرصة الكافية لنرى جدية التنفيذ من عدمها، كي نقيم الحجة أوتقام علينا.
4/ أتمنى ألا يكون الكلام القوي نوعا ما عن فرنسا مجرد تهدئة أكتاف الوطنيين التواقين إلى جزائر حرة مستقلة عن الأطماع الخبيثة لمحتل الأمس عدو اليوم خائن الغد،، خاصة ما قيل عن الذاكرة والاعتراف بالجرائم، وما ذكر عن انتهاء استعمال العلاقات البينية في مراعاة مصالح فرنسا فقط.
5/ لا أوافق سيادته في قوله (لم نقص فرنسا)،، لأنه ماذا ستقضي لنا إن أقصيناها، لا أقول لها إلا ما قاله السحرة المؤمنون بموسى عليه السلام لفرعون (فاقض ما أنت قاض، إنما هذه الحياة الدنيا).
6/ أتمنى ألا تأخذ شيئا مقابل إعادة الأرشيف وباقي رفاة الشهداء رحمهم الله، وأن تجبر رغم أنفها على الاعتراف بجرائمها وتعويضها، دون منع العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية وغيرها كسائر الدول.
7/ أتمنى مصداقية الكلام المشير صراحة إلى النوفمبرية إلى أبعد الحدود واقعا وميدانا، بمعنى الرجوع إلى ثوابت وقيم ثورة مجاهدينا وشهدائنا الشريفة، .
8/ لا أوافق على التوافق المصرح به أبدا، لأنه يعني التسوية بين رأي الأغلبية والأقلية، فلا دستور توافقي، ولا مشاريع توافقية.
ولأنه تنازل الأغلبية عن قيم كبرى ترفضها الأقلية، وفيه من المراوغات الشيء الكثير من مثقفي الأقلية كما استطاعوا من قبل، فهل نريد العودة إلى الصفر بهذا الكلام، وفتح الباب العريض للعصابة بعدما أردنا إخراجها من النافذة الضيقة؟
فليعش القليل محترما رأي الكثير، وليتمتع الكثير بقراره غير ظالم للقليل.
أليست هذه هي الديمقراطية التي يتغنون بها؟ أم أنها لهم لا لغيرهم؟
الأستاذ سعدالدين شراير

أستاذ مادة العلوم الإسلامبة في التعليم الثانوي، متخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة ليسانس في العلوم الإسلامية، خبرة 37 سنة تدريس

إرسال تعليق

أحدث أقدم