ولتعرفنهم في لحن القول.

قال تعالى(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ 29 وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ، وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ30) سورة محمد.
زلة لسان، أومجاز، أوحقيقة، أوغفلة، أومجرد تصريح ديبلوماسي، لكنها كشفت مكبوتات الحاقدين على استقلال الجزائر، المبغضين لها، الذين صوت آباء بعضهم وأجدادهم ضده في استفتاء تقرير المصير. فضحت النوايا المخفاة تجاه دين الجزائريين ولغتهم الأم.
كلمة أخرجت أضغان القوم، ومرضهم قلوبهم.
كلمة قد يراد بها التشهير للنفس على حساب الغير، لكن نيله بهذا المسلك يوصل إلى جُبِّ أبي جهل وصحبه.
كلمة عكست كالمرآة تخطيطا رهيبا لتمزيق جسد الجزائر، وتعريتها من انتمائها وهويتها، كي تصبح مجردة عن الدين واللغة والمنهج، يسهل بعد ذلك استدراجها إلى الخبث والخبائث.
كلمة كشفت حقبات من الزمن تدرج خلالها خونة هذه البلاد بالشر والسوء، استولوا على مقدرات الأمة، ورهنوا حريتها، واستعبدوا أهلها.
كلمة أجَّجت مشاعر الجزائريين، وضاعفت من عزمهم التدثر بشعار لم يقدر الاحتلال الفرنسي الغاشم المتجبر على نتفه من ذاكرة وهندام وسلوكات ونيات واعتقادات وصلوات الجزائريين رغم قوة العدة والسلاح والحلفاء والتقنية والإعلام والتعليم العلماني الكافر.
كلمة نبهت شعبا انخدع بعلمانيين ماكرين وراء حراك اخترقوه ليصرفوه عن مقاصده الإصلاحية ضد الفساد الديني والأخلاقي والاجتماعي والسلوكي والمادي والمالي الذي ورثته لنا عصابة ما فتئت تكيد وتمكر بتخطيط عجيب.
فلتضاعف الطبقات الشعبية الاجتماعية المؤمنة انتباهها ويقظتها ضد محاولات طمس دينها مع لغته وعقيدتها وأخلاقها.
كلمة كان اللحن فيها تنبيها للسلطة الجديدة إلى حقيقة الأرضية الشعبية والاجتماعية والسياسية التي تتحرك بين جنباتها، كي تكف عن استرضاء أقلية علمانية، وأخرى شرذمة عميلة على حساب الأغلبية المؤمنة بتاريخ وحاضر ومستقبل الأمة، ولتعلم أن عدم الإقصاء لا يعني احتضان المسبحين بحمد فرنسا، ضد تيار وطني جارف حتى ولو افتقد التنظيم والفعالية ورصَّ الصفوف، بفعل هدم وحدة شعب بناها أشاوس قضوا نحبهم وآخرون ينتظرون منذ سلوا سيوف الإباء جلبا للاستقلال.
كلمة إن أريد بها استفزاز الشعب الجزائري المسلم فصاحبها واهم في إرادته، لأن سحره سينقلب عليه، (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)) سورة طه، وإن أريد بها الضغط على السلطة لتفعيل للتعديل الدستوري الغرر الضرار، فصاحبها ذاهل عن الرفض العارم لها مهما قيل وقال، وإن غدا لناظره وراجيه لقريب.
كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائه دافع محجام ومن بين يديه شعب مقدام.
الأستاذ سعدالدين شراير

أستاذ مادة العلوم الإسلامبة في التعليم الثانوي، متخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة ليسانس في العلوم الإسلامية، خبرة 37 سنة تدريس

إرسال تعليق

أحدث أقدم