تعليق صلاة الجمعة بين المؤيد والمعارض.


تابعت بإمعان اختلافات الناس حول تعليق الصلاة بالمساجد من مؤيد ومعارض كل حسب رؤيته ومستواه الثقافي والعلمي والاستشرافي ارتفاعا وانخفاضا، ومع استبشاعنا الشديد كارثة غلق المساجد لأول مرة في تاريخ الجزائر، وما أصابنا بها من حزن كبير، وغيض شديد، وهلع خالع، معتبرين إياه وحده وباء قد لا نجد له دواء، وعذابا قد لا نسلك منه إلى نجاة، خشينا به سبق غضب الله تعالى بسبب معاصينا وذنوبنا وتفريطنا في طاعته والعمل بشرعه.
فالسلطة في رأيي لم تدرس قضية إغلاق المساجد بعمق ودقة شديدة شرعية واقعية، وهذا ما قلته مرارا، لذلك سأطرح الأسئلة التالية للمجبين والمانعين، مع تقبلي بعده النقاش المتفتح المقاصدي الأصولي المنصب على تحري مصلحة الجماعة البشرية بعلم ودليل نصي أواجتهادي.
⁉️ ++ هل يوجد دليل نصي من حديث أوسنة لغلقها في مثل هذه الظروف، وهل حدث مثل هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مما يمكن سحبه وإسقاطه على واقعنا عملا متطابقا أوقياسا؟
⁉️ ++ هل الضرر حاصل في المساجد فقط؟ أليس واقعا في المقاهي، والحانات، والمراكز التجارية ذات الكثافة الحركية، ووسائل النقل التي لا تزال تكتض بالراكبين الذين يمكن تبادلهم العدوى مبكرا، رغم قرار السيد رئيس الجمهورية بمنعها؟
⁉️ ++ هل ضرر العدوى في المساجد متساوٍ في كل مناطق البلاد؟
++ ألا يمكن التمييز بين مناطق انتشار الوباء ومناطق المنعة منه كلية مثل كثير من مدن الصحراء؟
⁉️ ++ ألا يمكن تأجيل غلقها في تلك الأماكن إلى أن تظهر لا سمح الله أول حالة بوادر إصابة؟
⁉️ ++ ألا يمكن دعوة الناس إلى تنظيم صلاة الجمعة في البيوت لمن توفر لهم العدد الشرعي المجمع عليه لا المختلف فيه، مع وجود القادر على قيادتها إمامة وخطبة، تخفيفا لحزنهم على مفارقة المساجد وشوقهم إليها؟
⁉️ ++ ألم يمكن الدعوة إلى الصلوات الخمس في البيوت والإبقاء على صلاة الجمعة في المساجد مع إجبار الناس على التباعد مترا بين كل اثنين على الأقل، حتى لو وصل المصلون إلى الشوارع بانضباط صارم من قبل قيمِيها ورجال الأمن الذين نستعين بهم في مختلف المناسبات ونغفلهم هنا؟
⁉️ ++ أليست ركيزة اجتماع المسلمين، وفيها يمكن للإمام التذكير بضرورة الفرار إلى الله والتوسل إليه ودعائه وذكره والتوبة والإنابة إليه، والتعاون والتكافل بشكل أعمق وأنجح من التذكير الفردي، لأن التعبئة الروحية تشد عضد التعبئة الطبية والاجتماعية؟
ومن ناحية أخرى :
⁉️ ++ هل يوجد لنا دليل نصي أواجتهادي شرعي يمنع غلقها في مثل هذه الظروف؟
⁉️ ++ هل عدم غلقها في زمن عمر بن الخطاب دليل ملزم أم اجتهاد غير ملزم، لا يحمل إلا مجرد صفة الإباحة؟
⁉️ ++ ألم يراع متحملوا فتوى غلقها رجحان المفاسد على المنافع؟
⁉️ ++ هل تمكن السيطرة على الناس وتنظيمهم للالتزام بالقواعد الوقائية ومنها التباعد كما أبهرنا مسلمو أندونيسيا أم تطغى الفوضى على الضرورة خاصة عند الخروج منها، مع استسهال الكثير للمصافحة والتقبيل والعناق؟
⁉️ ++ ألا تعتبر الدعوة إلى تنظيم الجمعة بأي عدد كما صدر عن بعض المفتين ذريعة سيئة تقود الناس إلى تركها بعد انفراج الأزمة إن شاء الله بحجة إباحة أدائها في البيوت، وبالتالي التلاعب بها وبقدسيتها؟
⁉️ ++ هل أفرشة مساجدنا تسمح بتجنب العدوى حقيقة بين مختلف الساجدين؟
⁉️ ++ ألا يمكن القول إن الاجتهاد المؤدي إلى غلقها جنب الإسلام صفة نقل العدوى بادعاء الأعداء من علمانيين وغيرهم، وسَحَبَ بساط الثرثرة عليه من تحت أرجلهم، بسبب الملامسة اليقينية البينية وللأفرشة والسواري والجدران وغيرها، وحَوَّلَ التهمة إلى المقاهي والحانات؟
⁉️ ++ وفي الأخير هل تمت مراعاة روح التشريع ومقاصده وأصول الفقه والترجيح بين المنافع والمفاسد في هذا الإجراء؟
مع موقف رأيي دائما أنه لم يكن مدروسا بدقة شرعية وواقعية، واحترامي لمن اجتهد فيه لعلهم رأوا ما لم نرَ.
الأستاذ سعدالدين شراير

أستاذ مادة العلوم الإسلامبة في التعليم الثانوي، متخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة ليسانس في العلوم الإسلامية، خبرة 37 سنة تدريس

أحدث أقدم