شماعة التزوير بين العقل والتطرف.

أمنيتي أن يقرأ مقالي رغم طوله!!  
 لا يختلف عاقلان في أن الانتخاب هو الحل الوحيد المستعجل لتجنب مستقبل خطير جدا خاصة على المستوى الاقتصادي، إذ تعمل جهات أجنبية وأخرى داخلية موالية لها على الوصول بنا إلى انهيار اقتصادي، وتفكك اجتماعي، وتقسيم عرقي قومي طائفي، وتدجين تعليمي تربويّ، وغيرها من المعالم الحساسة للبلاد.
لقد قلت في كثير من المناسبات  إن هدم العهدة الخامسة كان  لمباشرة انتخا على الرئيس القادم بالمدة القانونية، إلا أن افتعال أعداء الجزائر الداخليين والخارجيين لجملة من التعجيزات حال دونها، بسبب يقينهم من الفشل فيها لأنهم أقلية واضحة تريدون السيطرة على مقدرات البلاد، والصندوق لا يفي لهم بذلك.    
وحين خانتهم المطالب والشعارات لجأوا إلى إشعار منَّاعة التزوير للحيلولة دون الاقتراع، وهم مقتنعون به.
 وإن كنت من الكارهين له بشدة، ولا غرو لأنني مسلم لا يرضى بكبيرة شهادة الزور.   
وجدت في انتخابات أفريل 1999 أحد الممثلين يملي على امرأة التصويت على بوتفليقة فنهرته وقلت له: إن كنت تريد فوزه فاتركه يفوز بالنظافة لا بالتزوير. 
ثم لو تم على سبيل المثال اختياري عضوا في لجنة فرعية للسلطة العليا للانتخابات فلن أسمح بمرور صوت مزور أمام عينيَّ أوأذنيّ، وبقوة ولو كلفني العزل منها.   
ولأنني كنت من ضحاياه في سنة 1997 إذ لولا وقوعه لكنت نائبا في برلمان العهدة التعددية الأولى، إما ببقائي على رأس القائمة، أوبكوني الرابع فيها من بعد.
لكن عندما نظرت إلى الانتخابات في كثير من المواطن وجدت أن القضاء عليه لن يتم أبدا بضربة سحرية، وقد يتطلب منا سنوات من التدرب على التصويت الحر النظيف بالتدريج.  
رأيت في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما كانوا ناقصي تربية، ومنهم المنافقون، ووجدنا من الصحابة من يقترف بالخطأ جريمة السرقة، الزنا، الربا، ظلم المرأة، وغيرها من السلوكات التي تقع بالخطأ كي يعلمنا الشرع بهم الحلول بالنصوص والاجتهاد.
وإذا ألقينا نظرة كذلك على الدول الكبرى التي ننبهر بها ولا نلقي بالنا إلى التزوير الواقع في انتخابات مؤسساتها وعلى رأسها الرئاسة، لوجدنا العجب، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، كم من رئيس أمريكي فاز بنظافة؟ هذا آخرهم ترامب كيف فاز؟ لولا التزوير؟ ألم نقرأ ونسمع عن طعون بسبب اتهامات به؟ ثم نأتي إلى تركيا التي ننبهر بقوتها في كثير من المجالات، هل يهيأ لنا فوز أوردغان دائما بدون تزوير؟ ولو على المستوى المحلي؟ ألم نشهد الطعن في نتائج بلدية استنبول، ولو بنسب صغيرة؟
وهل يتهيأ لنا التداول المتبادل بين بوتين وميدفيدف على رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء دون تزوير؟ وإلا كيف يفوز بوتين فقط، أوميدفيدف فقط؟       
ثم لماذا قبلنا التعايش مع مؤسسات قامت على التزوير الكامل أوالغالب على الأقل منذ الاستقلال في عهد الحزب الواحد، وبعد التعددية الواجهة، في المجالس الوطنية والولائية والبلدية، بالنتائج ونسب المشاركة، لكن لم تتعطل الانتخابات بسببها؟   
الإجابة أن مريدي المصالح المشبوهة والمحرمة المغشوشة المرتشية المرابية يتماهى معهم التزوير لتنصيب منابع مصالحهم.
لماذا لم تقاطع الشعوب الأمريكية والتركية والأوربية والأسيوية وغيرها الانتخابات مع وجود التزوير؟ لماذا ننبهر دوما بحضاراتهم ونغفل هذا الجانب السيء؟  
الإجابة الصحيحة هي أن تلك الشعوب ترى في المقاطعة زيادة إدخال البلاد في ورطات يجب تجنبها، وتفضيل الشرعية الناقصة على أقبية الظلام.     
لا أقول هذا الكلام تمهيدا ولا تأييدا للتزوير، لأنني لا أرضى لقاء ربي بإثم شهادة الزور، إنما إقرارا لنقص الإنسان وعدم كماله على المستوى الجماعي.  
لابد من قلب فوز المنتخب بنسبة سبعين في المئة 70
أمنيتي أن يقرأ مقالي رغم طوله!!  
لا يختلف عاقلان في أن الانتخاب هو الحل الوحيد المستعجل لتجنب مستقبل خطير جدا خاصة على المستوى الاقتصادي، إذ تعمل جهات أجنبية وأخرى داخلية موالية لها على الوصول بنا إلى انهيار اقتصادي، وتفكك اجتماعي، وتقسيم عرقي قومي طائفي، وتدجين تعليمي تربويّ، وغيرها من المعالم الحساسة للبلاد.
لقد قلت في كثير من المناسبات هدم العهدة الخامسة كان  لمباشرة انتخا على الرئيس القادم بالمدة القانونية، إلا أن افتعال أعداء الجزائر الداخليين والخارجيين لجملة من التعجيزات حال دونها، بسبب يقينهم من الفشل فيها لأنهم أقلية واضحة تريدون السيطرة على مقدرات البلاد، والصندوق لا يفي لهم بذلك.   
وحين خانتهم المطالب والشعارات لجأوا إلى إشعار منَّاعة التزوير للحيلولة دون الاقتراع، وهم مقتنعون به. 
وإن كنت من الكارهين له بشدة، ولا غرو لأنني مسلم لا يرضى بكبيرة شهادة الزور.  
وجدت في انتخابات أفريل 1999 أحد الممثلين يملي على امرأة التصويت على بوتفليقة فنهرته وقلت له: إن كنت تريد فوزه فاتركه يفوز بالنظافة لا بالتزوير.
ثم لو تم على سبيل المثال اختياري عضوا في لجنة فرعية للسلطة العليا للانتخابات فلن أسمح بمرور صوت مزور أمام عينيَّ أوأذنيّ، وبقوة ولو كلفني العزل منها.  
ولأنني كنت من ضحاياه في سنة 1997 إذ لولا وقوعه لكنت نائبا في برلمان العهدة التعددية الأولى، إما ببقائي على رأس القائمة، أوبكوني الرابع فيها من بعد.
لكن عندما نظرت إلى الانتخابات في كثير من المواطن وجدت أن القضاء عليه لن يتم أبدا بضربة سحرية، وقد يتطلب منا سنوات من التدرب على التصويت الحر النظيف بالتدريج.  
رأيت في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما كانوا ناقصي تربية، ومنهم المنافقون، ووجدنا من الصحابة من يقترف بالخطأ جريمة السرقة، الزنا، الربا، ظلم المرأة، وغيرها من السلوكات التي تقع بالخطأ كي يعلمنا الشرع بهم الحلول بالنصوص والاجتهاد.
وإذا ألقينا نظرة كذلك على الدول الكبرى التي ننبهر بها ولا نلقي بالنا إلى التزوير الواقع في انتخابات مؤسساتها وعلى رأسها الرئاسة، لوجدنا العجب، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، كم من رئيس أمريكي فاز بنظافة؟ هذا آخرهم ترامب كيف فاز؟ لولا التزوير؟ ألم نقرأ ونسمع عن طعون بسبب اتهامات به؟ ثم نأتي إلى تركيا التي ننبهر بقوتها في كثير من المجالات، هل يهيأ لنا فوز أوردغان دائما بدون تزوير؟ ولو على المستوى المحلي؟ ألم نشهد الطعن في نتائج بلدية استنبول، ولو بنسب صغيرة؟وهل يتهيأ لنا التداول المتبادل بين بوتين وميدفيدف على رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء دون تزوير؟ وإلا كيف يفوز بوتين فقط، أوميدفيدف فقط؟    
ثم لماذا قبلنا التعايش مع مؤسسات قامت على التزوير الكامل أوالغالب على الأقل منذ الاستقلال في عهد الحزب الواحد، وبعد التعددية الواجهة، في المجالس الوطنية والولائية والبلدية، بالنتائج ونسب المشاركة، لكن لم تتعطل الانتخابات بسببها؟ 
الإجابة أن مريدي المصالح المشبوهة والمحرمة المغشوشة المرتشية المرابية يتماهى معهم التزوير لتنصيب منابع مصالحهم.
لماذا لم تقاطع الشعوب الأمريكية والتركية والأوربية والأسيوية وغيرها الانتخابات مع وجود التزوير؟ لماذا ننبهر دوما بحضاراتهم ونغفل هذا الجانب السيء؟
الإجابة الصحيحة هي أن تلك الشعوب ترى في المقاطعة زيادة إدخال البلاد في ورطات يجب تجنبها، وتفضيل الشرعية الناقصة على أقبية الظلام.   
لا أقول هذا الكلام تمهيدا ولا تأييدا للتزوير، لأنني لا أرضى لقاء ربي بإثم شهادة الزور، إنما إقرارا لنقص الإنسان وعدم كماله على المستوى الجماعي.
لابد من قلب فوز المنتخب بنسبة سبعين في المئة 70% تزويرا إلى فوز بنسبة سبعين في المئة أوأكثر نظافة ولو بثلاثين في المئة وسخا، تدرجا في طرد التزوير وفرض النزاهة، لأن المتسرع ولو في تنظيف ساحة بيت أومدرسة أوبهو لن يتم له ذلك لأنه سيشعر بالتعب أثناء الطريق، أذكر يوما وقد قررت تنظيف مساحة كبيرة من الحي صممت في أعماق نفسي أن أعمل وأتوقف متى تعبت، لأواصل في اليوم الموالي وهكذا إلى أن أتم الله لي الأمر، ولو أجمعت تنظيفها في يومها ما قدرت عليه وسأفشل حتما ولن أعود، كذلك الانتخابات لابد أن نقتنع بأنها لن تمر اليوم ولا غدا بعصمة تامة ولو في أقرب أوأبعد صندوق  من البلاد العريضة الطويلة.   لابد لنا من الاقتناع بمسألة الارتقاء اليسير في كل بناء.    
ثم إن ديننا علمنا التمييز بين المنافع والمفاسد، فلنقارن على الأقل بين المآلات النافعة والفاسدة من المشاركة في الانتخابات، وما رجحت منافعه نعمل به رغم وجود مفاسد قليلة يلغى اعتبارها، وما رجحت مفاسده نتجنبه رغم وجود منافع قليلة يلغى اعتبارها. 
أما التشدد والتطرف لأحد أمرين سيدخلنا في دوامة صعبة تهز كيان الشعب وبلاده، خاصة مع الوضع الدولي الراهن.   
أم أن المعارضين لها بغلو ينتظرون التدخل الفرنسي من الحدود بالميليشيات الليبية لتفعيل التخطيط الاستعماري؟
ثم لماذا لا نُحَكِّمُ قاعدة الأضرار واللجوء إلى أخفها إن استعصى قلعها جميعا إلى أن نرفعها كلها؟     
إن الرائي للوضع الذي ينتظرنا سيرى بعين بصيرة لؤلؤةَ العين المغشاة خيرا من العين الكفيفة.
الشرعية الناقصة خير من لا شرعية، إلى حين.
إن ضوء هلال خير من الظلام إلى ليلة تمام البدر.   
والعهدة في الأخير على الشعب الذي قلت كم من مرة إنه هو من يمنع التزوير بخروجه القوي كما حدث وأكرر في سنوات 1990 و1991 و1995 وتونس في 2011 وفي 2019 ومصر في 2012 وبدون هذا الخروج الزخم لن تفلت الانتخابات من التزوير أبدا، ولو تفننا في مختلف الآليات.
فلينظر أحدنا دون تقييد فكر، ولا استعباد ذهن، ولا استرقاق عقل.
لابد لنا من الاقتناع بمسألة الارتقاء اليسير في كل بناء.    
ثم إن ديننا علمنا التمييز بين المنافع والمفاسد، فلنقارن على الأقل بين المآلات النافعة والفاسدة من المشاركة في الانتخابات، وما رجحت منافعه نعمل به رغم وجود مفاسد قليلة يلغى اعتبارها، وما رجحت مفاسده نتجنبه رغم وجود منافع قليلة يلغى اعتبارها.
أما التشدد والتطرف لأحد أمرين سيدخلنا في دوامة صعبة تهز كيان الشعب وبلاده، خاصة مع الوضع الدولي الراهن.   
أم أن المعارضين لها بغلو ينتظرون التدخل الفرنسي من الحدود بالميليشيات الليبية لتفعيل التخطيط الاستعماري؟
ثم لماذا لا نُحَكِّمُ قاعدة الأضرار واللجوء إلى أخفها إن استعصى قلعها جميعا إلى أن نرفعها كلها؟   
إن الرائي للوضع الذي ينتظرنا سيرى بعين بصيرة لؤلؤةَ العين المغشاة خيرا من العين الكفيفة.
الشرعية الناقصة خير من لا شرعية، إلى حين.
إن ضوء هلال خير من الظلام إلى ليلة تمام البدر. 
والعهدة في الأخير على الشعب الذي قلت كم من مرة إنه هو من يمنع التزوير بخروجه القوي كما حدث وأكرر في سنوات 1990 و1991 و1995 وتونس في 2011 وفي 2019 ومصر في 2012 وبدون هذا الخروج الزخم لن تفلت الانتخابات من التزوير أبدا، ولو تفننا في مختلف الآليات.
فلينظر أحدنا دون تقييد فكر، ولا استعباد ذهن، ولا استرقاق عقل.

الأستاذ سعدالدين شراير

أستاذ مادة العلوم الإسلامبة في التعليم الثانوي، متخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة ليسانس في العلوم الإسلامية، خبرة 37 سنة تدريس

أحدث أقدم