قراءات محتملة في تزكية شنين

خرج علينا يوم الأربعاء 10 جويلية 2019 الموافق لـ 07 ذي القعدة 1440هـ المجلس الشعبي الوطني كالعادة لتزكية مرشح وحيد لاعتلاء سدته بالتوافق، وعلى غير العادة ينصب رجل خارج إطار الأغلبية بل من الأقلية المعارضة، وعلى غير العادة يتم توافق كتل برلمانية على شخصية لا تقاسمها البرامج والقيم والمواقع، وعلى غير العادة يتفاجأ المتابعون بغير النبأ المنتظر، خاصة بعد ظهور مجموعة مترشحين على رأسهم الأمين العام للـ FLN، وعلى غير العادة تنسحب كتلة حمس من الانتخاب أوالتزكية وهي من تياره.
لهذه الاعتبارات رأيت مجموعة احتمالات دواعي وأهداف هذه التزكية كالتالي: 

1/الاحتمال الأول هو عمل معين يكلف به البرلمان لابد له من رجل المرحلة، لا تتوفر مواصفاته في نواب آخرين، فجاء في رأيي انتخابه بتوجيه فوقي، وتم انسحاب مترشحين ليس من السهل تخليهم عن كامل الرغبة في منصب سياسي رفيع المستوى،، لينتظر منه تكييف قضايا الفساد من مجرد جنح إلى جرائم، وقانون تجريم الاستعمار،، وملف قانون الانتخابات لتمكين اللجنة المستقلة المشرفة والمنظمة والمراقبة لها قانونا،، وقانون تعميم استعمال اللغة العربية،، ونزع الحصانة عن نواب متهمين بالفساد،، وغيرها من المهام التي لا يصلح لها أحد نواب الموالاة لتناقضها مع برامجها وقيمها وأهدافها وسلوكاتها السياسية. 
2/الاحتمال الثاني هو إرضاء الجنوب بانتخاب أحد أبنائه، تعبيرا عن نهاية تهميشه الذي طاله مدة غير قصيرة. 
3/الاحتمال الثالث هو إرضاء المعارضة تناغما مع الحراك المعارض لبقاء رموز السلطة السابقة. 
4/الاحتمال الرابع هو الإرادة الحقيقية لتكريس قيم التعبير الانتخابي الحر، لكن هذا الاحتمال يعتبر مرجوحا بانسحاب المترشحين المنافسين، وعدم خضوع العملية للصندوق، لأن التزكية نتيجة الأمر الواقع. 
5/الاحتمال الخامس هو انعدام الثقة في نواب الموالاة لتمرير المشاريع المرضية للشعب.
6/الاحتمال السادس السيء هو ضرب الحراك وتجسيد النموذج المصري والثورة المضادة بتخويف العالم الفعال من الإسلاميين،، وهو ما أعتبره حيلة محكمة من قبل أتباع العصابة في المجلس، ينبغي عليه التفطن لها أثناء أداء مهامه مستفيدا من أخطاء الرئيس الشرعي الدكتور مرسي رحمه الله. 
7/الاحتمال السابع هو فرض التعايش بين كل فعاليات المجتمع رغم الاختلاف الفكري والسياسي والبرمجي. 
8/الاحتمال الثامن هو إضفاء المصداقية على المنتدى الوطني للحوار، باعتباره أحد أعضائه، أوالمدعوين، أوالحاضرين. 
9/الاحتمال التاسع هو إضفاء المصداقية على الحراك باعتباره أحد رواده والمشاركين في مسيراته. 
10/الاحتمال العاشر هو التحضير لتكليفه بإدارة الحوار بين السلطة والفاعلين، لتمتعه بالمصداقية على عكس سائر الشخصيات خاصة أبناء الموالاة،، ولذا خرجت أولى تصريحاته مثمنة الحراك ومؤكدة على دور الجيش في مرافقته وتأمين البلاد والمحافظة على الدماء والسلمية. 
وإلى حين إثراء قرائنا الأعزاء باحتمالات أخرى، يبقى اليقين مرتبطا بنتائج ميدانية أثناء أداء المهمة.

الأستاذ سعدالدين شراير

أستاذ مادة العلوم الإسلامبة في التعليم الثانوي، متخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة ليسانس في العلوم الإسلامية، خبرة 37 سنة تدريس

أحدث أقدم