حان الوقت، It's time

نتكلم كثيرا عن الواقع الأليم، لعالمنا، ومكائد غيرنا، وتفوقهم علينا، وسبقهم، ومؤامراتهم ضدنا، وشذوذهم وسوء طواياهم، ليشاهدونا نقبع في ذيل الترتيب، لكن ألم يحن الوقت؟
إننا نعيش التجارب الناجحة، ونماذج التحرر، والاستقواء، لكنه في تقديري حان الوقت لتفعيل الأماني، ورفع التحفظات الديبلوماسية، والتخوفات الأمنية، والتوجسات العالمية.
إذا كانت العبارة الإنجليزية
It's time تعني حلول الوقت، فهي دالة على حلول زمن النهضة، واستحضارها بمستوى عالٍ.
عايشنا نماذج من الاستكانة للغرب، والخوف منه لقوته المستحكمة في مجالات حيوية، وللمعاهدات الرابضة على عاتق أمتنا، كبلت البشر، والسلطات، وعطلت جهود الانتفاضة الحضارية.
إن نموذج قطر بقراراتها المستقلة، وإذعان الآخرين لها، يشجع نحو الأفضل، لأن الغرب لن يقوى على الوقوف في وجه المستقل المطلي بنظافة اليد.
إنها مجرد لعبة رياضية، لكن المشاركين المستكينين للصرامة الانضباطية القطرية المصرحين بالإعجاب، يؤشر نحو المضي في غير سبيل الغرب، وإرغامه على احترامنا.

يقول قائد المنتخب السويسري غرانيت تاكا:(يجب علينا احترام القوانين والانظمة هنا في قطر فنحن هنا للعب كرة القدم وليس لتقديم دروس للآخرين)، كلمة لم يكن يتفوه بها الاستعلاء الغربي.
إن تجربة سيدةً في مطار الدوحة بإجبار الطائرة الألمانية على الاتجاه إلى سلطنة عمان لاستئجار طائرة أخرى خالية من الرسومات الشاذة، والصرامة مع منتخب يقال له ألمانيا، بصيص أملِ الضربِ بكبرياء الغرب عرض الحائط.
لم يكن أحد ينتظر تصريحات بعض المشاركين بضرورة احترام الدولة المستقبلة ودينها وعاداتها ومعتقداتها، بل كانت الأمور سائبة والتصريحات الغربية في ديارنا مخزية.
إن طرد مالي للجيوش الفرنسية، يحفز نحو تجارب مماثلة للتحرر من وصايات الاستعمار، وحراك الشعب الجزائري مكسر لحاجز الخوف من السلطة الفاسدة، وإنجاز قطر، ولو كان رياضيا دليل على الفعالية إذا حضر الجد المخلص، وقرارات سلطتها بمنع الشذوذ والمثلية والخمور منبهٌ إلى قيمة السيادة المستقلة لو تمسكت بها كل سلطة في العالم الإسلامي، وانتفاض الشعوب برهان على ضعف الظالمين مهما أسندتهم الأسلحة العلمية والحربية، والجهد التركي كاشف زيف التخويف الغربي.
لقد عجز الكيان أمام انتفاضات الفلسطينيين، وانهزمت فرنسا أمام جهاد الجزائريين، وإيطاليا مع الجهاد الليبي، وإنجلترا أمام المصريين، والغرب بقطع البترول العربي عنه في السبعينات.
لدى العالم الإسلامي مقومات النهوض، ووسائل ابتزاز الغرب المسيطر على حياة العالم.
يفترض للعالم المسمى ثالثا أن يستغل الحرب الروسية الأوكرانية بذكاء للتسلل من قبضة الوصايات الغربية، كما فلعت إيران الشيعية الفارسية حين استغلت ضجيج المناوشات العالمية العراقية وما سمي الربيع العربي، في بناء القوة النووية وتطويرها.
إنها فرصة قد لا تعوض لو فرَّط فيها شعب وسلطته، لأن الدوافع إما ترفع الشأن إن استغلها الإنسان، وإما سيقتله التخوف والتردد، فالمراقبون في صحوٍ تام لانتهاز أقلِّ سِنَةٍ للإجهاز علينا.
حان وقت الانفجار أمام الاحتقار الغربي للعالم الذي طالما نعتوه بالثالث أوالمتخلف، وحان وقت استرجاع الإباء ضد الدنية في الدين والوطن، على كل المستويات ومنها الإعلام، والسياسة، والتنمية العامة.
حان وقت الاحتكام الصحيح إلى الشعوب، فهي التي تمنح الشرعية الحكمية والمصداقية الميدانية، خاصة إذا انتَخَبَتْ على الأيادي النظيفة لحماية قراراتها من التهديد بالإلغاء، بسبب ملفات الفساد.
حان وقت الالتزام الحقيقي بعناصر الشخصية وعلى رأسها الدين وعقيدته، فما رأيت ذا شأن يسيرٍ مثل المحافظ على الصلاة.
حان وقت شجاعة حكامنا سياسيًا، والكف عن الهوان الديبلوماسي مع أنظمة ظلمت شعوبنا، وازدرت قيمة كياناتنا وتاريخنا وأعرافنا، وأهانت شخصيتنا وهوياتنا، واستعملت كل ما تقدر لتوهين قدراتنا، وتفريق شملنا.
الأستاذ سعدالدين شراير

أستاذ مادة العلوم الإسلامبة في التعليم الثانوي، متخرج من جامعة الجزائر العاصمة بشهادة ليسانس في العلوم الإسلامية، خبرة 37 سنة تدريس

إرسال تعليق

أحدث أقدم